“قَدِمَ تاجرٌ إلى الـمدينـة يَحمِلُ مِن خُمُرِ الـعراق، فَباعها كُلَّها إلا الـسود، فشكا إلى الـدارِمي ذلك. وكان الـدارِمي قَد نَسكَ وتَعبَّدَ، فَعمل أبيات وأُمِرَ مَن يملك صوتًا رائعًا، يُغَنِّي بِهما فـي الـمدينة:
ماذا فَعَلتِ بِزاهِدٍ مُتَعبِّدِ قُلْ للمَليحَةِ فـي الـخِمارِ الـأسود
قَد كان شَمَّرَ للصلاةِ إزارَهُ حَتى قَعَدتِ لَه بِبابِ الـمَسجدِ
رُدِّي عَلَيهِ صَلاتَهُ وصيامَهُ لا تَقتُليهِ بِحَقِّ دِينِ مُحَمَّدِ
فشاع بين الـناس أن الـدارمي قد ترك الـزهد، وعشق صاحبـة الـخمار الـأسود، لذلك تنافست الـنساء لشراء الـخُمُر
فعمل شعوبي إبراهيم على تخميسها، فأصبحت بُنيـة الـقصيدة وكلماتها على هذا الـنحو:
يا داعياً لِلّهِ مرفوع الـيدِ
متضرّعًا متوسّلاً بالمُنجد
يا طالبًا منه الـشفاعـة فـي غدِ
قُلْ للمليحـة فـي الـخمار الـأسودِ — ماذا فعلتِ بناسكٍ متعبّد