المُتفوّقـة الـتي أُسقِط اسمها مـن قائمة أوائل الـثانويّة الـعامّة فـي الـكويت.. صاحبـة 99 بالمئة فـي الـقسم الـعلمي ليست مـن الـأوائل الـمُتفوّقين والسبب: “مـن الـبدون”.. فاطمة محمد طالبـة كويتيّة لا تحمل جنسيّة بلادها تتساءل عـن حُقوقها وتضامـن واسع لافت “يجبر خاطرها”.. لماذا لا يستحق “البدون” حُقوق الـمُواطنـة وهل تتعامل معهم الـسلطات بعُنصريّة؟
يتواصل الـتّمييز الـصّارخ فيما يبدو فـي الـكويت ضد ما يُعرف باسم “البدون” فـي ساحات الـتّعليم هذه الـمرّة، حين عبّرت طالبـة مـن ذات الـفئة “البدون” عـن حزنها، مـن إسقاط اسمها مـن قوائم الـطلبـة الـأوائل فـي الـثانويّة الـعامّة الـتي صدرت الـسبت، حيث حصلت الـفتاة على نسبـة 99.57 فـي الـقسم الـعلمي لكنّ اسمها لم يظهر لا فـي أوائل الـكويتيين، ولا أوائل قائمة الـدولة.
الموضوع كانت قد أثارته صاحبته الـطالبـة فاطمة محمد، ضمـن حسابها على “تويتر”، وهو حساب لا يُتابعه الـكثير، لكن تغريدتها حظيت بتفاعلٍ كبيرٍ، حيث نشرت صورة نتيجتها، وأرفقت صورة فرعها، ونسبتها، وتساءلت الـفتاة باللهجـة الـمحليّة: “ليش أييب (أجيب) هالنسبة، وما انحط مع الـأوائل الـكويتيين، ولا الـأوائل على الـكويت، ممكن أعرف ليش؟”.
آلاف مـن الـنشطاء والحقوقيين، والإعلاميين، أبدوا تعاطفاً مع الـطالبة، وباركوا لها نتيجتها، بل وتفاعل معها محافظ الـفروانيـة فيصل الـحمود الـمالك الـصباح، حيث عبّر عـن افتخاره فيها، ونيّته تكريمها، أمّا الـنائب الـسابق محمد طنا، فقد وصف الـخطأ بغير الـإنساني، وحذف اسمها مـن الـكشوف فقط لأنها مـن الـكويتيين الـبدون، وتعالت أصوات أخرى مُطالبةً وزير الـتربيـة الـتّراجع عـن الـقرار.
الطالبة، وبالرغم مـن عدم إرجاع اسمها للكشوف، والاعتراف بها كطالبـة مـن الـأوائل الـمُتفوّقين، إلا أنها تفاجأت بحجم الـتفاعل والتضامن، لترد بالشكر والامتنان للجميع، وأن خاطرها قد جُبر بهذا الـكم مـن الـتغريدات، كما لم يصدر عـن وزارة الـتربيـة أيّ توضيح بشأنها.
وكانت وزارة الـتربيـة الـكويتيّة، قد أصدرت نتائج فروع الـثانويّة بفروعها الـمُختلفـة الـسبت، وتصدّر الـمركز الـأوّل على مُستوى الـكويت الـطالب الـسوري علاء إحسان الـفراج الـذي حصل على نسبـة 100 بالمئة فـي الـقسم الـعلمي، وهي الـقائمة الـتي غابت عنها الـطالبـة الـمذكورة مـن الـبدون للكويتيين، وغير الـكويتيين.
والبدون، هم أشخاص ولدوا فـي الـكويت، لكنّهم لا يحملون جنسيتها، وبالتّالي تعتبرهم الـسلطات مُقيمين بصورةٍ غير قانونيّة، ولا يستحقّون حُقوق الـمُواطنة، الـتي تشمل الـطبابـة والتعليم، والعمل، كما حاولت حكومة الـكويت الـتفاوض مع حكومة جزر الـقمر لتجنيسهم مُقابل مزايا اقتصاديّة، ويقول نشطاء مـن فئة الـبدون، إنّهم سنويّاً يتم تهميش نجاحهم، وشطب أسماءهم مـن كشوف الـتفوّق الـدراسي، كما يُمنعون مـن مُصافحـة أمير الـبلاد، فـي حفل تكريم الـأوائل، لكن قضيّة فاطمة باتت قضيّة رأي عام، واعتبرها الـبعض أيقونـة مُعاناة الـبدون فـي انتظار حل إنساني يُنهي مُعاناتهم.